صناعة العظماء (4)

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

تاسعًا: عاش معهم الأب الحنون:

كان -عليه الصلاة والسلام- الأب الحنون، والأخ الشفيق، والصاحب الناصح، والحضن الدافئ، يتفقد الغائب ويسأل عن أصحابه، ويحنو على الصغير، ويعطف على المسكين، ويؤلِّف بين القلوب، ويجمع الشمل، ويعين صاحب الحاجة، وكان يرفق في أهل بيته، يساعدهم ويعاونهم، عن الأسود قال: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ ما كانَ النبيُّ ﷺ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ ".

صناعة العظماء (3)

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

سابعًا: ربَّاهم على البذل والإنفاق:

ربَّاهم على البذل والإنفاق في سبيل الله، وجاءت الآيات القرآنية تحثُّ على البذل والإنفاق، وتثني على المنفقين والمتصدقين في سبيل الله، قال -تعالى-: ﴿َالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٩﴾ [سورة الحشر]،

صناعة العظماء (2)

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

رابعًا: ربَّاهم على معالي الأمور وعلو الهمة:

لقد ربَّى النبي أصحابه -رضي الله عنهم- ليكونوا مؤمنين ربَّانيين، لم يكن ليمنيهم بدنيا فانية، ومتعة بالية، ولذة لا بقاء لها، بل كان حاله ومقاله تبايع على السمع والطاعة بكل ما جاء به الدين.

صناعة العظماء (1)

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

يعجبني قول سيد قطب -رحمه الله- حيث قال: "ولقد انتصر محمد بن عبد الله يوم أن صاغ من فكرة الإسلام شخوصًا، ثم حوَّل إيمانهم بالإسلام عملًا، ثم نسخ من المصحف عشرات الآلاف من النسخ، ولكن لم ينسخها من مداد الحبر على الورق، وإنما نسخها بمداد من النور على القلوب، ثم تركهم يتعاملون مع الناس فيأخذون ويعطون، فيراهم الناس فيرون الإسلام من خلالهم".

ظاهرة بشرية نادرة

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

ليس عيبًا أن تصادف من يخالفك في تفكيرك واعتقادك.

ولست في أسوأ مكان في العالم إن كنت تعمل مع من هم لا يتفقون مع آرائك واهتماماتك.

ولكن العيب أن تنخرط في أهوائهم، وتتَّبعهم وكأنَّك لا وجود لك ولا كيان.