كل منا يسعى في حياته لتحقيق ما أراد أو ما يحب أن يكون، وإنَّ سعينا لَشتَّى، فمن أراد التفوق في الدراسة تعلَّم واجتهد، ومن أراد الوظيفة المرموقة جدَّ في السعي والعمل، ومن أراد الحصول على شهادة معينة في تخصص معين، بحث عن المتخصصين ممن سبقوه في هذا الفن وتبع خطاهم وتعلم منهم، وهذا محمود إذا كان سعيه فيما يرضي الله -تعالى-، وينفعه ودينه وأمته.
لا أستطيع العيش بدونها..
كل أموري تتوقف عند رحيلها..
أكاد أفقد عقلي إذالم تكن موجودة..
حتى أطفالي لا يمكنهم أن يعيشوا بدونها..
باختصار.. تنقلب الحياة رأسًا على عقب لو رحلت..
جاءك ابنك مستشيرًا: يا أبتِ دعاني اليوم صديقي أحمد إلى بيته، ووعدني أن يقدم لي كل ما أحب من الطعام وأشتهيه، وذكرت له بعض الأصناف التي أحب تناولها، فقال: تفضل إلى بيتي، وأبشر بما تريد.
ثم جاء صديقي خالد ودعاني إلى تناول طعام الغداء معه، لأنَّه سيعود إلى بيته متأخرًا، وسيأكل ما تبقَّى من الطعام، ويريد أن أكون معه، ولكنه أخبرني أنَّ الطعام ربما لا يكفي. وأطلب نصيحتك إلى أيهما يذهب، إلى بيت أحمد أم علي، فما هو ردك؟
هل فكرت كيف تُقَيِّم الأمور؟
هل عرفت المقياس الحقيقي لجميع ما تمر به من ظروف ومواقف؟
هل عرفت يومًا ثمنك وقيمتك؟
هناك ميزان دقيق جدًا يقيس لك الأمور، ويرجِّح لك الكفة الأفضل بالنسبة لك، فتنعم بسعادة الدنيا والآخرة.
ما أجمل أن نتمتع بنعم الله علينا، تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى، النعم التي ذكر رسول الله ﷺ شيئًا منها في الحديث وبيّن أنَّ مجرد حصول المرء عليها فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها.
عن عبيد الله بن محصن قال، قال رسول الله ﷺ: "مَن بات آمنًا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنّما حِيزت له الدُّنيا بحذافيرها ".