البركة المنسية (2)

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

كثيرة هي الشكاوى التي نسمعها عن قلة البركة في المال والعمر والزوج والولد والدابة والسيارة والتجارة، وغيرها.

وأيضًا هناك من الناس من لديه مال، وهو يعرف حق الله فيه، ويتصدق منه، ويساعد أهل الحاجة، ويعين الملهوف، فماله في زيادة لا نقصان. ولكن كيف نما ماله وهو قد لا يتجاوز بضعة آلاف في زمن اشتعال الأسعار؟!

البركة المنسية(1)

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

عندما تخرج إلى الشوارع بعد صلاة الفجر، تجد السكون -عادة- يعم المكان، وتلتقط أذنك حينها أي صوت ولو منخفض، وذلك لأننا اعتدنا أنَّ هذا وقت راحة ونوم، وهذا الوضع لا يختلف سواء أكان في أيام الإجازات أو أيام العمل، بل وحتى في أيام شهر رمضان الفضيل... وهذا حقًا عجيب!

وَهُدُوٓاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

سمعتها تشتكي بمرارة وشعور بالظلم قائلة: لا أعلم ما الذي أصاب الناس؟ لا أكاد أن أتكلم مع أحد منهم، إلا وانتهى حوارنا بالمشاكل، وقد وغَر في قلوبِنا شيئًا من العتاب والبغض!

قلت لها مستفسرةً: لعلك نطقت بكلمة لم تعتقدي أنها قد تُغضبها؟ أو ربما كان الطرفُ الآخر متوتر أو متضايق من شيء ما فانفعل بشدة؟ أو لعل أحدكما لم يفهم مقصود الآخر؟

مصنعك الخاص

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

ماذا سيكون شعورك لو أنَّك امتلكت مصنعًا كبيرًا ناجحًا متميزًا في إنتاجه، جديدًا في منتوجاته، فريدًا في أنموذجه، تتسابق إليه جميع الأسواق، راجية أن تبيعها بالسعر الذي تطلب، فعلا شأنه، وانتشر صيته، ونما رصيده، ومع هذا فأنت مطمئن أنَّ هذا المصنع لن يزول، ولن يخبو بريقه، بل سيزداد اتساعه، ويتضاعف إنتاجه حتى بعد موتك، مع أنَّك حقيقة لن تضع عليه وكيلًا ولا وصيًا.

أنت الكنز المنشود

-- كوثر سامي عبد الرحيم التايه --

لو سألك شخص: من أنت؟

فما هو جوابك؟

هل ستقول: لا أعلم من أنا؟

أم ماذا؟

إذًا.. ما هو الجواب الصحيح؟